Hamdi Attia was born and raised in Assiut, Egypt. He currently lives and works between Cairo and Chicago. His work examines the relationship between cartography, geography, the body, and power — using video, mapping, painting, and sculpture. In his early career, he represented Egypt at the Venice Biennial, where he received the top pavilion prize with architect Akram Al-Magdoub.
His work was also exhibited in several biennials and has been featured in private and group exhibitions at Al Masar Gallery in Cairo, also in Amman, Doha, New York, Philadelphia, Detroit, Paris, Rome, Oslo, Bergen, Copenhagen, Basel, Marrakesh and São Paulo. Attia has also been commissioned for a number of public works in Egypt, Italy, and the U.S. He studied at the College of Arts in Cairo and the Egyptian Academy of Arts in Rome, and received his MFA at the University of Pennsylvania.
Al Masar Gallery is the representing Gallery and Agent of the Artist.
Thus Spoke the Hoopoe
للنص بالغة العربية برجاء الضغط هنا
منطق الطير .. الهدهد لم يخبر سليمان بكا شئ | حمدي عطية
عيسي ديبي , 2019
من عامين تقريباً بمدينة شيكاجو، دعاني حمدي عطية إلى مرسمه لمشاهدة الفيلم الأمريكي Melancholia، من انتاج 2011. وبعد أن شاهدناه سوياً، عُدنا إلى مَشاهِد بعينها عدة مرات، لاسيما المشهد الختامي الذي اعتبرناه تجسيداً مكثفاً لفكرة الفيلم. يثير الفيلم سؤالاً سيكلوجياً مُهمّاً، يمكننا اختصاره كالآتي : عندما نعرف يقيناً أن هناك أمراً كونيّاً عظيماً سيقع لنا ويمحو وجودنا للأبد، ماذا يحدث بداخلنا ونحن نعرف يقيناً أنه واقع لا محالة، ولا سبيل إلى تفادي وقوعه؟
تدور الخيوط المتشابكة للفيلم حول ظهور جُرم سماوي بحجم كوكب المشترى، قادم نحونا بشكل لا تخطئه الحسابات، وتشير سرعته إلى أنه سيصطدم بالأرض في غضون أيام. تغوص بنا اللقطات بين زخم الأمواج المتلاطمة للإنكار والغضب والرعب واللامبالاة والسكينة طوال 136 دقيقة. وفي المشهد الأخير، يجلس طفل بين أمه وصديقتها تحت هيكل هرمي من الحطب قد تمت إقامته لإيهام هذا الطفل بأنه قارب النجاة من الدمار الشامل!
كان حمدي في ذلك الوقت يتساءل كثيرا عن لحظات مثيلة يعيشها أبناء المدن التي تتعرض للقصف الجوي. وكان يحاول تجسيد تلك التساؤلات عبر مجموعة من الصور التي يقوم بإعدادها إلكترونيا، ثم يقوم بطباعتها بطريقة “نزيف الحِبر”، كما يسمّيها — أي عندما يكون الحبر أكثر من قدرة الورق على الامتصاص. هنا تدخل آلية الطبع كشريك في بناء الصورة والتصور معا، وليس كناقل لما تم تشكيله على شاشة الكمبيوتر. وهنا نغرق نحن أيضا مع أجوبة غير قادرة على مجاراة الأسئلة أو اللحاق بها.
أما في هذا المشروع الذي بين أيدينا، منطق الطير، فنحن أمام سيناريو مقلوب للفكرة التي يقوم عليها فيلم Melancholia. نرى هنا تصوّراً لجُرم سماوي عرفاني، غنيّ عن السير نحونا، ويشدّنا فلكه للسير إليه. هو تصوّر قد مَلَك أفئدة وعزائم كوكبة من الطيور والحيوانات، أغواها النور فعقدت عزمها على القيام برحلة إلى تلك النار العرفانية، حيث السيمورغ على عرش من المرايا. لقد رسم فريد العطار، في القرن الثاني عشر، تفاصيل الرحلة فيما يقارب 4500 بيتاً من الشعر الصوفي، وهنا يطرح حمدي عطية عبر مفردات صوره المركبة لسيناريو العطار ويتساءل من خلال وجوه وأجساد شخوصه: كيف يبدو نسيج الإنكار والغضب والرعب واللامبالاة والسكينة في قماشة الفيلم معكوسا في هذه القماشة الصوفية؟ قد يكون الشغف والسكرة والتبختر والشك والتعب؟ للسؤال سطوة ولتفاصيل الرحلة سطوة، سنرى تجلياتها في 46 لحظة قد تم التقاطها وتسجيلها وتوثيقها عبر ثلاث حقول تسلم بعضها بعضا:-حقل الفضاء الإلكتروني, حقل حبر الطباعة التجريبي, حقل أقلام الرصاص الملونة.